يسر إخوانكم في بلدة بودربالة المغربية أن ينشروا بعض الفوائد المنتقاة من محاضرات سلسلة فتح المجيد في بيان خطورة الشرك وأهمية العناية بالتوحيد
الفائدة: 12
[لا نجاة للأمة ولا صلاح للعباد فردا ومجتمعا ، إلا بأن يسيروا على ما سار عليه الأنبياء في دعوتهم إلى الله]
قال الشيخ الدكتور عبد الله الظفيري حفظه الله:
فدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي الدعوة إلى التوحيد الخالص، والحذر من الشرك والبدع، ومن سار على خلاف هذا المسلك فإنه يخالف هدي النبي ويخالف منهج الأنبياء، ويخالف ما كان عليه سلف هذه الأمة.
والناس والجماعات على مر العصور، سواء من الفرق المتقدمة أو الجماعات المعاصرة فإنهم تقاسموا الانحراف عن منهج الأنبياء في هذا الباب:
فمنهم: من جعل الدعوة تسير إلى السياسة ومبارزة الحكام، وفسروا كلمة التوحيد بالحاكمية كالخوارج والجماعات المعاصرة، وجعلوا أعظم أمور الدين عندهم الحاكمية والسياسة، وبالنظر إلى واقع الجماعات وما يسمى بالثورات يعرف أن سبب هذه البلايا والمصائب انحرافهم في منهج الدعوة إلى الله، وتركهم التوحيد، واعتمادهم للحاكمية في تفسير الخروج.
ومنهم: من يرى أن الدعوة إلى التوحيد تفرق الناس، وأنه ينبغي أن نربط الناس بالزهد والورع، وهذا مسلك كثير من الجماعات.
وهناك من جعل الحق مع الجماعات كلها، وأن الخلاف بين الجماعات اختلاف أولويات، فيقول: بأن السلفيين يهتمون بالتوحيد، والإخوان يهتمون بالسياسة، والتبليغ يهتمون بالزهد والطاعة وهذا قول باطل، فإن الحق واحد لا يتعدد، والرسول صلى الله عليه وسلم جعل الحق والفرقة واحدة، فكل هذا انحراف بالشباب عن : منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.
والخلاصة أنه لا نجاة للأمة ولا صلاح للعباد فردا ومجتمعا، إلا بأن يسيروا على ما سار عليه الأنبياء في دعوتهم إلى الله عز وجل.
و كما قال الإمام مالك ابن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله: “لا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها”، وإنما صلحت الأمة في أول فتحها وعصرها ونمائها بدعوة الناس إلى التوحيد الخالص، وتحقيق التوحيد والعقيدة الصحيحة واتباع سلف هذه الأمة.
َ[محاضرة بعنوان: منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله]