وأنا أقول غير مرة: إن الرومان احتلوا فلسطين في عهد بنی اسرائیل، وكان يعيش في وقت ما من أوقاتٍ من تاريخ بني إسرائيل ثلاثة أنبياء في عصر واحد فلم يعلنوا الجهاد

هؤلاء الثلاثة هم زکریا وعیسیٰ ويحيىٰ -عليهم الصلاة والسلام- ولو شاء ربك لأمر أحد الأنبياء أن يدعو على هؤلاء الأعداء فيغرقهم الله كما أغرق قوم نوح وأهلك عادًا وثمود، ولكن الله يبتلي الناس بعضهم ببعض: « ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم بعض» [محمد:4].

ومتى يكلف الله الأمةَ بالجهاد ويبتليها به؟
حين قوتها وقدرتها واستيفائها للشروط التي تؤهلهم للنصر والعزة، وأما في عهد الضعف فلم يكلف الله الأنبياء وهم أقرب الخلق إلى الله -تبارك وتعالى-، وأفضلهم عنده، والله يسرع إلى إجابتهم وقد أهلك الله بعض الأمم بدعوات بعض الأنبياء، وأهلك الله فرعون وقومه نصرًا لموسى -عليه الصلاة والسلام-، ولكن الله يبتلي من يشاء، وإذا ابتلى -وهو الرحيم الحكيم- لا يكلف حتى الأنبياء بما هو فوق طاقتهم.

فإذا كان الأنبياء في عهد قد شُرِع فيه الجهاد ولكن الله لم يكلفهم يعني بالجهاد وإن كان الجهاد مشروعًا في دينهم، لماذا لم يشرع الله ولم يكلف الله هؤلاء الأنبياء بالجهاد، ثلاثة أنبياء في عصر واحد وفي بلدة واحدة وهي القدس ولم يكلفهم الله بإخراج الرومان من القدس، لماذا؟

لأن الله من سننه الكونية والشرعية ألا يكلف الناس إلا بما يطيقونه، فهل الآن في طاقة هؤلاء الذين هدموا هذا البناء هل في طاقتهم مواجهة أمريكا وأوربا ودول الشرق والغرب، هل في طاقتهم هذا؟
ليس في طاقتهم ففعلهم هذا يخالف الشريعة الإسلامية يخالف العقل يخالف الشرائع لأنه يؤدي إلى إذلال المسلمين وإلى إهانتهم وإلى إهانة الإسلام وإلى تشويه صورة الإسلام فكم شن الغرب من الغارات على الإسلام بالتشويه المتعمد وأصبحوا يمثلون الإسلام أنه دين الحشية ودين همجية وفوضى

حصل هذا في أزمة الخليج وتكرر في هذه الأزمة أحداث سبتمبر التي يسمونها
على كل حال: العلماء شجبوا هذا التصرف وبرءوا الإسلام منه وقولهم حق.

[مجموع فتاوى فضيلة الشيخ ربيع المدخلي]